وصفات مجربة لمقاومة السرحان في الصلاة
إن الصلاة عمادالدين ، وأكاد أراها كالصينية التي تحمل كل حسناتنا ، فإن صلُحت واستقامت أحسنت حملحسناتنا وصالح أعمالنا....والعكس صحيح، والعياذ بالله .
لذا أرجو ان تسمحيلي أن أنقل لك هذه الوصفات المجرَّبة، التي أرجو أن ينفعك الله تعالى بها:
- إنني حين أدخل الخلاء بالقدم اليُسرى لأتوضأ وأقول: " أعوذ بالله منالخُبث والخبائث" ، وأنا حاضرة الذهن والقلب، وحين أتوضأ وأنا أفكر في أنني مُقبلةعلى الصلاة ولقاء رب العالمين .
- ثم حين أخرج من الخلاء بالقدم اليمنى،وأقول دعاء الفراغ من الوضوء :
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لهالملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين" بذهن حاضر. فإن ذلك يُعينني على الخشوع وحضور الذِّهن في الصلاة.
- وممايعين أيضاً "كما ذكرت السيدة الفاضلة" د.رقية المحارب" في كتابها" كيف تخشعين فيالصلاة": إذا فكَّرتَ في الآية التي سوف تقرؤها بعد الفاتحة واخترتها بحيث تكون غيرمُتقن لحفظها- حتى لا يشرد ذهنك وأنت تقرؤها بشكل آلي -فإن ذلك يعينك في بقيةالصلاة فلا يشرد ذهنك.
- وإذا جلست قبل الأذان تحفظ آية جديدة ، أو تراجعآية تحفظها بنية انتظار الصلاة لتدعو لك الملائكة، وبنية اختيار الآيات التيستقرؤها بعد الفاتحة ، وتقرأ تفسيرها ليتضح معناها في ذهنك ، فإنك ستكون حاضرالذِّهن في الصلاة فإذا علِمت أنك قرأت في الركعة الأولى سورة كذا، وفي الركعةالثانية سورة (كذا) فإنك نادرا ًما يختلط عليك الأمر بخصوص عدد الركعات التي صليتها .
- وإذا أحسنت اختيار المكان الذي تصلي فيه، فاخترت مكان دافىء في الشتاء،وبارد في الصيف، واتخذت امامك سُترة ، وكنت بعيدا ًعن الضوضاء قدر الإمكان ، ودهنتعِطرا ًمُنعِشا ً( للنساء في البيوت فقط) ، فإن ذلك يعينك على صفاء الذّهن والنفسويُدخل على قلبك السرور .
- ولعلنا جميعا نذكر حديث رسول الله صلى الله عليهوسلم للرجل الذي كان ينقر صلاته كالديك، ألم يقُل له:" ثم اركع حتى تطمئن، ثم ارفعحتى تطمئن.... إلى آخر الحديث؟!!!" وكأن الاطمئنان الحقيقي - وليس الظاهري - سبب منأسباب الخشوع في الصلاة
- ولعل معناه أن يشعر المصلي بالراحة والاسترخاءوالصفاء النفسي لعلمه أنه بين يدَي ملِك الملوك، فيشكو إليه حاله ، ويطلب منه مايريد، ويستعين به ، ويفرح بقُربه..... ولعل ما يُعين على هذا الاسترخاء أوالاطمئنان هو مزاولة تمرينات التنفُّس قبل الدخول في الصلاة ونحن نتلو آيات منالقرآن أو نسبِّح بدون تحريك أعضاء النُطق ..
بأن نأخذ نفَسا ًعميقا ًمن الأنفببطء ..
ثم نحبسه لفترة قدر استطاعتنا ..
ثم نُخرجه من الفم ببطء أيضاً،.....وهكذا عِدة مرات حتى نشعر بالاطمئنان الكامل ..
وذلك كلما تيسر لنا بإذنالله .....فالإعدادا للصلاة جزء من الصلاة.
وأخيرا ً أقول :
إذاأكثرنا من الطاعات والقربات إلى الله تعالى ، وانتهينا عن نواهيه سبحانه ، وأقبلناعليه بقلوبنا وعقولنا في كل أحوالنا - وليس في الصلاة فقط -..... فإننا بإذنه تعالىنُصبح مثل سيدنا عمر الفاروق الذي كان الشيطان يفر منه هاربا ًحين يراه .
فهلنحلم بأن نُصبح مثله؟
وهل نحاول ان نحقق هذا الحلم